التحيزات المعرفية في التداول: كيف تؤثر على قراراتك وكيفية التغلب عليها
هل سبق أن اتخذت قراراً استثمارياً ثم تساءلت لاحقاً: "لماذا فعلت ذلك؟" أو هل وجدت نفسك تردد عبارة "كنت أعلم أن هذا سيحدث" بعد تحرك السوق في اتجاه معين؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت لست وحدك. فجميع المتداولين، من المبتدئين إلى المحترفين، يقعون ضحية لما يُعرف بـ "التحيزات المعرفية" التي تؤثر على قراراتهم الاستثمارية، غالباً دون أن يدركوا ذلك.
في هذا المقال، سنتعمق في عالم التحيزات المعرفية في التداول، ونستكشف كيف تؤثر على قراراتنا، ونقدم استراتيجيات عملية للتغلب عليها وتحسين أدائنا في الأسواق المالية.
ما هي التحيزات المعرفية وكيف تؤثر على التداول؟
التحيزات المعرفية هي عمليات تفكير لاشعورية ولكنها منهجية، تحدث عندما يأخذ دماغنا اختصاراً عقلياً أثناء معالجة المعلومات. هذه الاختصارات العقلية تحدث بسبب ميلنا الطبيعي لتحديد الأولويات ومعالجة المعلومات بسرعة من خلال غربلتها عبر عدسة تجاربنا وتفضيلاتنا الشخصية.
في عالم التداول والاستثمار، تُعرّف التحيزات المعرفية بأنها خلل منهجي في التفكير يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر بشكل جسيم على نتائج التداول. وكما يقول المثل الشائع في الاستثمار: "أنت أسوأ عدو لنفسك".
"التحيزات المعرفية يمكن أن تشوّه الطريقة التي نرى بها العالم وربما تدفعنا لاتخاذ قرارات استثمارية سيئة." - مارك ماتسون، رجل أعمال ومؤلف في علم الاستثمار والتعليم المالي
تنشأ هذه التحيزات من تأثيرات متنوعة، بما في ذلك العواطف والتجارب السابقة وحتى العوامل الجسدية. وبالتالي، يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية، والتي تؤثر بشكل ضار على أدائنا في التداول.
أنواع التحيزات المعرفية الرئيسية في التداول
هناك أكثر من 175 تحيزاً معرفياً يمكن أن تشوه الطريقة التي نرى بها العالم، ولكن سنركز على التحيزات الأكثر تأثيراً على قرارات التداول والاستثمار:
1. تحيز الارتساء (التثبيت)
يُعرف تحيز الارتساء بأنه تحيز معرفي يحدث عندما يعول المتداول بشكل مفرط وغير مبرر على معلومة أولية مفردة أو تجربة سابقة في عملية اتخاذ القرار. وينطوي هذا التحيز على نزعة لاستخدام الانطباعات الأولية كأداة أساسية لتشكيل تصورات لاحقة للأحداث أو المعلومات الواردة، بمعزل عن التحليل العميق للبيانات.
مثال:
يقوم متداول بعملية شراء عقود مقابل الفروقات على مؤشر سوق الأسهم. لنفترض أن جلسة التداول قد شهدت بداية نشطة في اتجاه صعودي، ليتولد لدى المتداول قناعة راسخة بأن السوق سيستمر في الارتفاع بقية اليوم، إذ أصبح أسير التحيز تجاه المعلومة الأولية التي تشكلت لديه عن المسار الصعودي في بداية الجلسة. وبالتالي، حتى عندما بدأت السوق تُظهِر مؤشرات واضحة على الإجهاد وبدء دورة انعكاسية، يرفض تقبل التغيرات السعرية، ويصف السوق بأنه صعودي.
كيفية التغلب عليه:
للتغلب على تحيز الارتساء، يجب على المتداولين تحديث تقييماتهم باستمرار مع ظهور معلومات جديدة، واستخدام نهج منظم في تحليل السوق يعتمد على مجموعة متنوعة من المؤشرات والبيانات، وليس فقط على الانطباع الأولي. كما يمكن الاستعانة بآراء متداولين آخرين أو محللين لتوسيع وجهات النظر.
2. التحيز التأكيدي
التحيز التأكيدي هو أحد التحيزات المعرفية التي تؤثر على الطريقة التي نعالج بها المعلومات المتاحة. يشير هذا التحيز إلى ميل الأفراد نحو تفضيل المعلومات التي تتواءم مع تصوراتهم ومعتقداتهم المسبقة، وتجاهل المعلومات التي تتعارض مع وجهة نظرهم الحالية.
مثال:
يقوم متداول بتنفيذ صفقة شراء على سهم شركة تكنولوجية. وبرغم الأخبار المتداولة عن التحديات الإنتاجية التي تواجهها الشركة وارتفاع حدة المنافسة في القطاع، يختار المتداول التركيز بشكل شبه حصري على تغريدة إيجابية من رئيس الشركة، مستنداً في ذلك إلى إحدى تغريدات الرئيس السابقة التي تسببت في ارتفاع سعر السهم وقتها.
كيفية التغلب عليه:
حاول أن تكون أكثر انفتاحاً واستعداداً لتقبل المعلومات المتعارضة مع وجهة نظرك. ابحث عن وجهات نظر مختلفة ومعارضة قبل اتخاذ قرارات التداول. ضع في اعتبارك دائماً "ماذا لو كنت مخطئاً؟" وحاول أن تجد أدلة تدعم وجهة النظر المعاكسة. يمكن أيضاً الاستعانة بزميل أو مستشار للتحقق من تحليلك ومساعدتك في تحديد أي تحيزات محتملة.
3. تحيز الألفة
تحيز الألفة هو أحد التحيزات المعرفية، ويُقصد به النزعة السلوكية لدى الأفراد لتفضيل الأشياء والمعلومات التي يألفونها جيداً من واقع تجاربهم الشخصية. وبالنسبة للمتداولين، قد يعني هذا أنهم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات تداول بناءً على خبراتهم السابقة في السوق، بدلاً من التقييم الموضوعي الشامل للبيانات الراهنة.
مثال:
تتكون محفظة الأسهم الخاصة بأحد المتداولين العرب حصرياً من الأسهم المحلية في بلده، وذلك بسبب كثافة الأخبار والمعلومات التي يتعرض لها عن هذه الشركات. وقد يعني هذا تفويت المتداول لفرص واعدة في مناطق جغرافية أخرى قد تكون أكثر ربحية، مثل الأسواق العالمية الناشئة أو المتقدمة.
كيفية التغلب عليه:
توسيع نطاق البحث والاستثمار ليشمل أسواقاً وقطاعات متنوعة. تعلم عن الأسواق والأدوات المالية غير المألوفة تدريجياً. استخدم التنويع كاستراتيجية أساسية في بناء المحفظة الاستثمارية. يمكن أيضاً الاستعانة بمستشارين ماليين أو أدوات تحليلية متخصصة للمساعدة في اكتشاف فرص استثمارية في أسواق غير مألوفة.
4. تحيز القطيع
يشير تحيز القطيع إلى نزعة الأفراد لاتباع خيارات وآراء الأكثرية، اعتقاداً منهم بأن أعداداً كبيرة من الناس لا يمكن أن تخطئ في تقييمها لموقف ما. وفي علم سيكولوجية التداول، قد يتجلى هذا التحيز في تداول أصل مالي ما لمجرد اعتباره سلعة "رائجة" بين باقي المتداولين، مما قد يقود إلى نشوء فقاعات سعرية للأصول.
مثال:
في ذروة ما عرف باسم "فقاعة الإنترنت" أواخر التسعينات ومطلع الألفية، سادت موجة من الاستثمار المحموم في شركات التكنولوجيا الأمريكية المرتبطة بالإنترنت، دون أي اعتبار للمؤشرات الأساسية الدالة على الأوضاع المالية لهذه الشركات. وقد أدى هذا السلوك غير الموضوعي إلى تضخم غير مسبوق في أسعار أسهم قطاع التكنولوجيا، وما أعقبه من انهيار كارثي لتلك الأسعار.
كيفية التغلب عليه:
تطوير استراتيجية تداول شخصية واضحة والالتزام بها. التركيز على التحليل الأساسي والفني بدلاً من اتباع الشائعات أو توجهات السوق العامة. تجنب الانجراف وراء الضجيج الإعلامي والتركيز على البيانات والحقائق. يمكن أيضاً وضع قواعد صارمة للدخول والخروج من الصفقات قبل بدء التداول، والالتزام بها بغض النظر عن توجهات السوق.
5. تحيز الإدراك المتأخر
يشير تحيز الإدراك المتأخر إلى ميل الأفراد لإعادة تقييم أحداث يصعب توقعها بأثر رجعي، اعتقاداً خاطئاً منهم بإمكانية التنبؤ بمسارها مستقبلاً. هو ميل المستثمر للمبالغة في قدرته على التنبؤ بنتيجة ما بعد وقوعها، بترديد عبارات مشابهة لـ "كنت أعلم أن ذلك سيحدث من البداية".
مثال:
بعد حدوث الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ادعى العديد من المتداولين والمحللين أنهم "كانوا يعلمون" أن الأزمة ستحدث. والحقيقة أنه لو كانوا يعلمون حقاً، لكانوا قد اتخذوا إجراءات وقائية واستفادوا من معرفتهم المسبقة. لكن الواقع أن معظمهم تأثر سلباً بالأزمة، مما يدل على أن ادعاءاتهم كانت مجرد تحيز إدراك متأخر.
كيفية التغلب عليه:
الاحتفاظ بسجل تداول مفصل يوثق أسباب اتخاذ كل قرار في وقته. مراجعة القرارات السابقة بموضوعية دون إعادة كتابة التاريخ. تقييم الأداء بناءً على جودة عملية اتخاذ القرار وليس فقط على النتائج. تذكر دائماً أن الأسواق المالية تتأثر بعوامل كثيرة يصعب التنبؤ بها بدقة، وأن الاعتراف بحدود معرفتنا هو جزء أساسي من النضج كمتداول.
6. تتبع الأنماط الزائفة
يعني الميل لتشكيل روابط بين أشياء ليس لها صلة معاً بشكل خاطئ، أو بمعنى آخر إذا فعلت هذا الشيء سيحدث كذا، ولكن ربما لا توجد علاقة بين الأمرين في الواقع. ذلك لأن العقل البشري لا يرغب في قبول العشوائية، وبالتالي يميل لتشكيل أنماط، ليتجنب بعضها ويلاحق الأخرى.
مثال:
متداول يلاحظ أن السوق ارتفع ثلاث مرات متتالية بعد إعلانات بنك مركزي معين، فيستنتج أن هناك نمطاً ثابتاً وأن السوق سيرتفع دائماً بعد إعلانات هذا البنك. في الواقع، قد تكون هذه مجرد صدفة، وقد تكون الارتفاعات ناتجة عن عوامل أخرى غير مرتبطة بإعلانات البنك المركزي.
كيفية التغلب عليه:
الاعتماد على التحليل الإحصائي والكمي بدلاً من الانطباعات الشخصية. اختبار الفرضيات باستخدام بيانات تاريخية كافية قبل الاعتماد عليها. فهم أن الارتباط لا يعني السببية. استخدام أدوات التحليل الفني المتقدمة التي تعتمد على نماذج إحصائية موثوقة.
7. تحيز الثقة المفرطة
ثقة المتداول المبالغ فيها أو المفرطة في مهارته أو قدرته على تحقيق مكاسب محددة. هذا التحيز يجعل المتداولين يعتقدون أنهم أكثر ذكاءً أو مهارة من الآخرين، مما يؤدي إلى المخاطرة الزائدة وعدم تقدير المخاطر بشكل صحيح.
مثال:
متداول حقق أرباحاً جيدة في فترة صعود عامة للسوق، فبدأ يعتقد أنه يمتلك "لمسة ذهبية" في اختيار الأسهم. نتيجة لذلك، بدأ يزيد من حجم مراكزه ويتخلى عن قواعد إدارة المخاطر، معتقداً أنه يستطيع التنبؤ بحركة السوق بدقة. عندما تغيرت ظروف السوق، تكبد خسائر كبيرة لأنه لم يكن مستعداً للتعامل مع السيناريوهات السلبية.
كيفية التغلب عليه:
تحديد المهارات بحيادية واختبارها والتأكد من أنها واقعية وليست مبالغاً في تقديرها. الالتزام بقواعد إدارة المخاطر بغض النظر عن النجاحات السابقة. تقييم الأداء بشكل موضوعي ومقارنته بمؤشرات السوق العامة. طلب التغذية الراجعة من متداولين آخرين أو مستشارين محترفين.
8. تحيز المكانة
ميل المتداولين لتقليد النماذج الاستثمارية التي يعتقدون أنها ستبرز مكانتهم وقوتهم. الاستثمار في منتجات أو أدوات معينة لأنها تعطي مكانة اجتماعية وليس لأسباب استثمارية سليمة.
مثال:
مستثمر يختار التداول مع شركة وساطة معينة أو الاستثمار في صندوق استثماري معين فقط لأنه "مشهور" أو لأن أشخاصاً مؤثرين يستخدمونه، بغض النظر عن الأداء الفعلي أو الرسوم أو مدى ملاءمته لأهدافه الاستثمارية.
كيفية التغلب عليه:
التركيز على الأداء والحقائق بدلاً من السمعة أو الشهرة. تقييم الاستثمارات بناءً على معايير موضوعية مثل العائد المعدل للمخاطر والرسوم والتكاليف. وضع خطة استثمارية شخصية تتناسب مع أهدافك المالية وليس مع توجهات الآخرين. تذكر أن الاستثمار ليس مسابقة اجتماعية، بل هو وسيلة لتحقيق أهدافك المالية.
استراتيجيات شاملة للتغلب على التحيزات المعرفية في التداول
بعد أن تعرفنا على أهم التحيزات المعرفية التي تؤثر على قرارات التداول، إليك استراتيجيات شاملة يمكن تطبيقها للتغلب على هذه التحيزات وتحسين أدائك في الأسواق المالية:
1. تطوير خطة تداول واضحة والالتزام بها
إن وجود خطة تداول محددة جيداً يمكن أن يساعد في التخفيف من تأثير العواطف والتحيزات. يجب أن تتضمن الخطة نقاط الدخول والخروج، واستراتيجيات إدارة المخاطر، وإرشادات للتعامل مع تحركات السوق غير المتوقعة. الالتزام بهذه الخطة حتى في أوقات الضغط النفسي يساعد على تجنب القرارات المتهورة المدفوعة بالتحيزات.
2. استخدام أدوات التحليل الكمي والتكنولوجيا
الاعتماد على البيانات والتحليل الكمي يمكن أن يساعد في تقليل تأثير التحيزات الشخصية. استخدم أدوات التحليل الفني والأساسي، والنماذج الإحصائية، وأنظمة التداول الآلية التي تعتمد على خوارزميات محددة مسبقاً. هذه الأدوات تساعد على اتخاذ قرارات أكثر موضوعية بعيداً عن التأثيرات العاطفية.
3. تنويع المحفظة الاستثمارية
التنويع هو أحد أهم استراتيجيات إدارة المخاطر، ويساعد أيضاً في التغلب على تحيزات مثل تحيز الألفة وتحيز التأكيد. من خلال توزيع استثماراتك عبر فئات أصول مختلفة، وقطاعات متنوعة، وأسواق جغرافية متعددة، يمكنك تقليل تأثير التحيزات على أداء محفظتك الإجمالي.
4. مسك سجل تداول مفصل
توثيق جميع قرارات التداول والأسباب وراءها يساعد في تحديد أنماط التحيز وتصحيحها. قم بتسجيل ليس فقط تفاصيل الصفقة (الدخول، الخروج، الحجم)، ولكن أيضاً الأسباب المنطقية وراء اتخاذ القرار، والحالة النفسية في ذلك الوقت. مراجعة هذا السجل بانتظام يمكن أن تكشف عن تحيزات لم تكن مدركاً لها.
5. طلب آراء معارضة
ابحث عن وجهات نظر مختلفة ومعارضة قبل اتخاذ قرارات التداول. يمكن أن يكون ذلك من خلال قراءة تحليلات متنوعة، أو مناقشة أفكارك مع متداولين آخرين، أو الاستعانة بمستشار مالي. هذا يساعد في مواجهة تحيز التأكيد ويضمن نظرة أكثر شمولية للسوق.
6. التعلم المستمر وتطوير الوعي الذاتي
الاطلاع على الأبحاث والدراسات حول علم النفس المالي وسيكولوجية التداول يساعد في فهم أفضل للتحيزات المعرفية وكيفية تأثيرها على قراراتك. كما أن تطوير الوعي الذاتي من خلال التأمل والتفكير النقدي يمكن أن يساعدك في التعرف على تحيزاتك الشخصية والعمل على تصحيحها.
7. استخدام قواعد وقف الخسارة وتحديد الأهداف
وضع أوامر وقف الخسارة وتحديد أهداف الربح مسبقاً يساعد في تقليل تأثير العواطف والتحيزات على قرارات الخروج من الصفقات. هذه القواعد تعمل كشبكة أمان تحميك من الاستمرار في صفقات خاسرة بسبب تحيز التأكيد، أو الخروج مبكراً من صفقات رابحة بسبب الخوف.
أمثلة واقعية لتأثير التحيزات المعرفية على الأسواق المالية
الانهيار الخاطف (Flash Crash) - مايو 2010
في 6 مايو 2010، شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً سريعاً وشديداً بنحو 1000 نقطة (حوالي 9% من قيمته) في غضون دقائق معدودة، ثم تعافى بسرعة مماثلة. أصيب العديد من المتداولين الأفراد بالذعر وقاموا ببيع ممتلكاتهم أثناء الانهيار، متأثرين بتحيز القطيع والخوف، مما أدى إلى خسائر كبيرة. في المقابل، المتداولون الذين تمكنوا من التحكم في عواطفهم والالتزام بخططهم الاستثمارية استطاعوا الاستفادة من الانتعاش اللاحق.
فقاعة الإنترنت - أواخر التسعينات
خلال أواخر التسعينات، شهدت أسهم شركات التكنولوجيا والإنترنت ارتفاعات هائلة في القيمة، مدفوعة بتحيز القطيع والجشع والثقة المفرطة. اعتقد المستثمرون أن "هذه المرة مختلفة" وأن قواعد التقييم التقليدية لم تعد تنطبق. عندما انفجرت الفقاعة في عام 2000، فقدت العديد من الشركات أكثر من 80% من قيمتها، وتكبد المستثمرون خسائر فادحة.
الأزمة المالية العالمية - 2008
قبل الأزمة المالية العالمية في 2008، ساد اعتقاد بأن أسعار المساكن لن تنخفض أبداً على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، وهو مثال واضح على تحيز التأكيد وتتبع الأنماط الزائفة. بعد انهيار سوق العقارات وما تبعه من أزمة مالية عالمية، ادعى العديد من المحللين أنهم "كانوا يعلمون" أن الأزمة ستحدث، وهو مثال على تحيز الإدراك المتأخر.
الخلاصة: بناء عقلية متداول ناجح
التحيزات المعرفية جزء طبيعي من طريقة تفكير البشر، ولا يمكن التخلص منها تماماً. ومع ذلك، فإن الوعي بهذه التحيزات هو الخطوة الأولى نحو التغلب عليها وتحسين قرارات التداول.
من خلال تطوير خطة تداول واضحة، والاعتماد على التحليل الموضوعي، وتنويع المحفظة الاستثمارية، واستخدام أدوات إدارة المخاطر، والتعلم المستمر، يمكن للمتداولين بناء عقلية أكثر انضباطاً وموضوعية تساعدهم على تحقيق نتائج أفضل في الأسواق المالية.
تذكر دائماً أن النجاح في التداول لا يعتمد فقط على فهم الأسواق والأدوات المالية، بل أيضاً على فهم نفسك وكيفية تأثير عقلك على قراراتك. كما قال وارن بافيت: "لكي تنجح في الاستثمار، لا تحتاج إلى معدل ذكاء عالٍ. ما تحتاجه هو انضباط وصبر وقدرة على التحكم في المشاعر."
ليست هناك تعليقات: