اسواق المال والبورصة

آخر الأخبار
العواطف الأساسية المؤثرة في التداول

 

العواطف الأساسية المؤثرة في التداول

في عالم التداول المالي، تلعب العواطف دوراً محورياً في تشكيل قرارات المتداولين وتحديد نتائج استثماراتهم. فبغض النظر عن مدى خبرة المتداول أو مستوى معرفته بالتحليل الفني والأساسي، فإن العواطف تظل عاملاً مؤثراً يمكن أن يقود إلى قرارات حكيمة أو كارثية. في هذا المقال، سنستكشف العواطف الأساسية التي تؤثر على المتداولين، وكيف يمكن أن تشكل سلوكهم في الأسواق المالية، وطرق التعامل معها بفعالية.

لماذا تؤثر العواطف على قرارات التداول؟

قد يكون التداول تجربة محملة بالمشاعر. إذ قد تتملكك مشاعر الحماس أو الخوف أو الطمع، والتي قد تضعف من قدرتك على الحكم السليم. إدراك التأثير العميق للمشاعر على اختياراتك التداولية يشكل درساً جوهرياً لكل متداول.

تؤثر العواطف على قرارات التداول من خلال عدة آليات:

  • التحيزات الإدراكية: قد تؤدي العواطف إلى الوقوع في فخاخ التحيزات المعرفية، مثل الثقة الزائدة بالنفس والمجازفة المفرطة، أو قلة الثقة والتردد.
  • الاندفاع في اتخاذ القرارات: بفعل قلة الانضباط والرقابة، قد يتخذ المستثمر قرارات متسرعة وغير مدروسة، ما يعرضه لخسائر فادحة.
  • تجنّب الخسارة: قد يدفع الخوف من الخسارة المتداول إلى التركيز المفرط على الخسائر قصيرة الأمد وحتّى الابتعاد عن التداول بشكل كامل.

العواطف الأساسية المؤثرة في التداول

1. الخوف

الخوف هو أحد أقوى العواطف التي تؤثر على المتداولين. يمكن أن يكون فهم عنصر الخوف عند التداول هو أول عواطف تمر بها عندما ترى الرسوم البيانية والمؤشرات والمعلومات الواردة إليك لا يمكنك فهمها، وهي فكرة مخيفة.

كيف يؤثر الخوف على التداول:

  • يمكن أن يكون الخوف عاملاً محدداً لعدم فتح صفقات مربحة محتملة دون حساب المخاطر بشكل صحيح.
  • قد يدفعك للخروج المبكر من صفقات رابحة خوفاً من انعكاس السوق.
  • قد يمنعك من اتخاذ قرارات ضرورية في الوقت المناسب.
  • يمكن أن يجبر الناس على إغلاق تداولات مربحة في وقت مبكر أو التخلص من الأصول الواعدة عندما تنخفض قيمتها مؤقتاً.
"الخوف هو العدو الرئيسي للمتداول، يمكن أن يحد من إمكانياتك وسلوكك في عمليات التداول. بطبيعة الحال، سيرغب عقلك في العثور على الخيار الأكثر أماناً لضمان الاستمرار."

2. الجشع (الطمع)

الطمع هو عاطفة قوية أخرى تؤثر بشكل كبير على قرارات التداول. إنه الدافع وراء الرغبة في تحقيق المزيد من الأرباح، حتى عندما يكون ذلك على حساب المخاطرة غير المحسوبة.

كيف يؤثر الطمع على التداول:

  • قد يكون الطمع هو أسوأ عدو لك، وتعرف متى تسميها وتوقف عن جني أرباحك.
  • يمكن أن يؤدي إلى تدمير الحساب بسبب التغير السريع في الأسواق.
  • يدفع المتداولين إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل السعي وراء عوائد عالية دون بذل الجهد الواجب.
  • قد يدفعهم للاحتفاظ بصفقات مربحة لفترات طويلة سعياً وراء تحقيق مكاسب أكبر.
"إن الطمع من أكثر مشاعر المتداول التي تسبب له فقدان المال، والسيطرة على نفسه وعلى الخطة الموضوعة لصفقاته. وعكس توقعاته في الربح الزائد قد ينعكس الحال ويخسر المال بسبب مجاراته لشعور الطمع."

3. الندم

الندم هو شعور قوي يظهر بعد اتخاذ قرارات خاطئة أو فوات فرص تداول مربحة. مع تحول الخوف إلى حالة من الذعر، يمكن أن يؤدي الغضب إلى شعور التجار بالأسف لفقدهم صفقة جيدة.

كيف يؤثر الندم على التداول:

  • قد يُجبر الندم المتداولين على الدخول في الصفقات متأخراً، مما قد يؤدي إلى انتهاك قواعد التداول.
  • قد يحاول المتداول الدخول في نفس الصفقة "الضائعة"، مما يؤدي إلى خسارة كما حصل في وقت متأخر جدًا، على أمل جني الأرباح.
  • النفور من الندم قد يؤدي أيضاً إلى الاحتفاظ بالاستثمارات الخاسرة لفترة طويلة جداً، مما يمنع المتداولين من تقليل خسائرهم.
"يمكن للندم أن يكون بمثابة عامل إلغاء الحركة بعد مجموعة من التداولات الخاسرة، مما قد يؤدي إلى الإحباط ونهاية مهنة التداول."

4. الأمل

في تداول الفوركس، الأمل هو عاطفة عديمة الفائدة إلى حد ما، على الرغم من أن جميع المتداولين يشعرون بالأمل، بغض النظر عن التكلفة الباهظة. من الضروري أن تكون متداولًا متفائلًا، ولكن يجب أن يتم التحقق منه.

كيف يؤثر الأمل على التداول:

  • غالبًا ما يقع المتداولون في فخ التداول من خلال خلق إحساس خاطئ بالأمل في أن الأسواق سوف تعدل وتحفظ مركز تداولهم إذا منحوه مزيدًا من الوقت.
  • قد يدفع المتداول للاحتفاظ بمزيد من الأصول وهو ما قد يؤدي إلى حدوث خسائر.
  • يمكن أن يؤدي الأمل غير الواقعي إلى تجاهل إشارات السوق الواضحة والاستمرار في استراتيجية خاسرة.
"التصرف الإيجابي والحافز يحتاج أيضًا إلى التحقق من الواقع عند التداول عبر الإنترنت."

5. الابتهاج المفرط

مشاعر الابتهاج المفرط قد تندلع بعد صفقة رابحة أو سلسلة من المكاسب، مما قد يضخّم في نفسية المتداول توقعات غير واقعية لمكاسب ضخمة.

كيف يؤثر الابتهاج المفرط على التداول:

  • يمكن أن يطغى عليك شعور بالثقة الزائدة بالذات ما يدفعك للمخاطرة بما هو أكبر من طاقتك الطبيعية.
  • قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات متهورة بناءً على النجاحات السابقة دون تحليل كاف للظروف الحالية.
  • يمكن أن يجعلك تتجاهل إشارات التحذير وتستمر في استراتيجيات قد لا تكون مناسبة للظروف المتغيرة.

6. الخوف من فوات الفرصة (FOMO)

الخوف من فوات الفرصة هو شعور قوي يدفع المتداولين للدخول في صفقات لمجرد أنهم يرون الآخرين يحققون أرباحاً، دون تحليل مناسب أو استراتيجية واضحة.

كيف يؤثر الخوف من فوات الفرصة على التداول:

  • يُشكل انتشار الخوف من الفقد (فومو) تحدياً كبيراً، حيث يُغري المتداولين بدخول الأسواق بعد الارتفاعات الشكلية.
  • قد يتخذ المتداولون قرارات متهورة بناءً على الخوف من تفويت فرص مربحة، مما يؤدي إلى التداول العاطفي.
  • يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة، خاصة عندما يدخل المتداول السوق في مرحلة متأخرة من الاتجاه الصعودي.

كيفية السيطرة على العواطف عند التداول

لا توجد وصفة سحرية تناسب الجميع للتحكم في العواطف خلال التداول، فلكل شخص ردود أفعال ومشاعر فريدة تميزه. مع ذلك، هناك بعض الخطوات يمكنك اتخاذها لفهم العواطف بشكل أفضل، والتخفيف من الآثار السلبية التي قد تصاحبها أثناء اتخاذ القرارات الاستثمارية.

استراتيجيات للتحكم في العواطف أثناء التداول:

  1. التأمل واليقظة الذهنية: ممارسة اليقظة الذهنية (التأمل) يمكن أن يساعدك على زيادة وعيك بأفكارك ومشاعرك، مما يُمكّنك من اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على التحليل الموضوعي بدلاً من العواطف والانفعالات اللحظية.
  2. كتابة يوميات التداول: قم بتوثيق قراراتك في التداول، والاستراتيجيات التي استندت إليها عند اتخاذ كل قرار، وكذلك المشاعر التي راودتك مع كل قرار. سيساعدك هذا السجل على تحليل أدائك السابق، وتحديد الأنماط السلوكية التي قد تؤثر على قراراتك المستقبلية.
  3. الحوار الإيجابي مع النفس: استبدال الأفكار السلبية التي تساورك خلال فترات التقلبات السوقية بجمل تحفيزية إيجابية، سيعزز ثقتك بنفسك، ويُمكّنك من الحفاظ على اتزانك العاطفي.
  4. فترات الراحة: خذ فترات راحة منتظمة من التداول. فهذا سيساعدك على الابتعاد عن الشاشة لفترة، وإعادة تقييم تركيزك، واكتساب منظور أوسع حول مسار صفقاتك.
  5. الانضباط: الانضباط هو أساس أي استراتيجية تداول ناجحة. وهو ما يعني الالتزام باستراتيجية التداول مهما كانت تحركات السوق.
  6. الصبر: التداول يدور حول التوقيت – اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة. إن معرفة ما تريد شراءه أو بيعه وعدم القيام بأي شيء حتى يأتي الوقت المناسب هو ما يشكل استراتيجية فعالة.
  7. تقبل الخسارة: خسارة المال أمر لا مفر منه في التداول. حتى أفضل المتداولين سوف يخسرون المال في مناسبات عديدة. ما يمكنك فعله بشأن الخسارة هو التعامل معها كفرصة للتعلم.

مؤشر الخوف والطمع

مؤشر الخوف والطمع هو أداة تستخدم لقياس معنويات المستثمرين في سوق الأسهم. يعتمد هذا المؤشر على فرضية مفادها أن الأسهم تميل إلى الانخفاض استجابةً للخوف، بينما ترتفع قيمتها عند هيمنة مشاعر الطمع على السوق.

طورت شبكة CNN Business هذا المؤشر في عام 2012 لقياس معنويات المستثمرين السائدة في سوق الأسهم الأمريكية. يوفر مؤشر الخوف والطمع مرئيات قيمة حول معنويات المستثمرين وتساعد في تحديد ما إذا كانت الأسهم مًسعرة بشكلٍ عادل في أي وقت محدد وذلك عن طريق تقييم جوانبٍ مختلفةٍ لسلوك سوق الأسهم، مثل التقلبات والزخم والطلب على أصول الملاذ الآمن.

يمكن استخدام هذا المؤشر كأداة مساعدة في اتخاذ قرارات التداول، حيث يمكن أن يشير إلى أوقات الشراء المناسبة (عندما يكون الخوف مرتفعاً) أو أوقات البيع (عندما يكون الطمع مرتفعاً).

الخلاصة

العواطف جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، وبالتالي فهي جزء لا يتجزأ من تجربة التداول. لا يمكن إلغاء العواطف تماماً، ولكن يمكن تعلم كيفية إدارتها والتحكم فيها لتحسين قرارات التداول.

إدراك التأثير العميق للمشاعر على اختياراتك التداولية يشكل درساً جوهرياً لكل متداول. تابع استكشاف كيفية يمكن للعواطف مثل الخوف والطمع التأثير على أنشطتك التداولية، والطرق المثلى لكبح هذه العواطف بما يعزز قدرتك على اتخاذ قرارات استثمارية سليمة ومنطقية.

تذكر دائماً أن التداول الناجح يتطلب توازناً بين التحليل العقلاني والوعي العاطفي. من خلال فهم العواطف الأساسية التي تؤثر على قرارات التداول وتطوير استراتيجيات للتعامل معها، يمكنك تحسين أدائك في الأسواق المالية وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.

ليست هناك تعليقات: